إهـــــــداء:
إلى المشتاقين فقط..
إلى الظمأى وحدهم..
إلى الذين كلما ذكر اسمه (صلى الله عليه وسلم)... ذابت قلوبهم تحرقاً لرؤيته...
وضجت عيونهم أملاً فى مشاهدته... إلى هؤلاء جميعاً نقول لهم:
مرحباً بكم حيث حوض نبيكم صلى الله عليه وسلم.
أذكر أناساً كانوا يسخرون ممن يقول ذلك ويؤمن به.. ترى كيف حالهم الآن وهم يعودون إلى ربهم.. كيف حالهم الآن وهم يساقون إلى الحساب ..
ماذا سيكون ردهم.. أين عنادهم واستكبارهم.. وقد مضت الدنيا وانقضت وهاقد أقبل الخلق كل الخلق على ربهم كلهم يرجو رحمته..
كلهم يخشى عذابه.. ساعتها تذكرت الآيه الكريمة { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55]
اتخيل انا
وهاهو موعد الله يتحقق.. خرجت من القبر ونظرت حولي.. ماهذا!
أين المباني الشاهقة.. والعمارات السامقة.. أين القصور والسيارات الفارهة.. لايوجد شيء من هذا على الإطلاق وإنما أرض غير الأرض وسماء غير السماء وصدق الله العظيم:
{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [إبراهيم: 482] يوم بخمسين ألف سنة:
اجتمع الناس كل الناس.. بل الخلق كل الخلق... حتى الجن والطير والحيوان.. الكل فى نفس المكان مجموع.. مسئؤول.. وبرغم الزحام الشديد لا أحد يتحدث مع أحد لا أحد ينظر إلى أحد.. الكل حفاة.. عراة.. وتذكرت حديث عائشة رضى الله عنها لرسوله صلى الله عليه وسلم حينما قال: « يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ». قالت كيف بالرجال والنساء يا رسول الله وكان جوابه
« الكل مشغول بنفسه »... وصدق رسولنا الكل مشغول بنفسه... الكل مهموم بحاله لا أب يهتم بولده ولا ولد يحنو على أمه.. ولا أم ترأف بولدها.
وإنما { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 34-37]
كل امرىء لا يرى إلا عمله ولا يسمع إلا صوت الحق ينادى:
{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } [غافر: 17]
عندئذ نظرت فى الوجوه فإذا بي أميز أهل الحق وأهل الباطل.
رأيت فرعون.. وهامان.. وقارون.. ورأيت أبا جهل.. والوليد بن المغيره رأيت كل ظالم متكبر جبار.. وجوههم مسودة.. نفوسهم ذليلة.. وعيوناً تبكي دماً لا دموعاً.. ولكن هيهات قد فات ما فات.
وبرغم أنهم كانوا أصحاباً وإخلاء فى الدنيا إلا أني رأيت بينهم عداوة شديدة.. وبغضاً أشد وصدق الله العظيم { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف: 67]
وهاهم المتقون
أراهم .. وجوهاً مضيئة .. قلوباً مطمئنة.. عليهم السرور بادياً.. بينهم الود ظاهراً واضحاً.. وجوه يومئذ ناضرة ضاحكة مستبشرة برحمة ربها.. وجنة ربها ومصاحبة نبيها صلى الله عليه وسلم.
لقاء الحبيب:
ظل الناس فى حالهم هذا.. ما بين خوف.. ورجاء.. وتضرع.. ودعاء..
الحر يشويهم.. والظمأ يقتلهم.. لا يدرون إلى أين يذهبون.. ولا ماذا يفعلون.. غايه آمالهم أن يصرفوا من هذا المكان.. وماهم بمصرفين
إلا أن يأذن رب العزة جل وعلا.. ثم فجأة تصايح الناس نعم إنه هو...
لا ينقذنا إلا هو .. محمد
وتنادي الناس جميعاً أين رسول الله؟
أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ثم كان الأمل وكان الرجاء.. هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى من بعيد...
وأنا لا أصدق عيني.. أنا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم... ولم أتمالك نفسي إلا وأنا أصرخ.. يا حبيبى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ما هذا الضياء وهذا النور وتلك الرحمة التي بين يديك... ما هذه السكينة التي تسبقك.. رسول الله أراه الآن كم تمنيت ذلك وكم ذاب قلبي وأنا في الدنيا لرؤيتك كنت كلما أقوم بعمل سنة من سنتك وتنفيذ أمر من أوامرك أمني نفسي بأنها ستكون زخراً لي وستنفعني في يوم كهذا.
ومن هؤلاء الذين حولك كالنجوم وأنت كالقمر... إنهم الصحابة الكرام هاهو ذا أبو بكر.. وعمر.. وعثمان.. وعلى.. وطلحة.. والزبير.. وزيد.. و.. و... ما هذا النور الذي يخرج من ثناياهم.. لم أطق صبراً فأسرعت نحوه صلى الله عليه وسلم وفجأه توقفت... كيف سيعرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم...
إنه لم يراني أبداً إن هؤلاء الكرام صحابته وهو يعرفهم .. أما أنا فلم يرني النبى صلى الله عليه وسلم من قبل واحتار عقلي وبلغ الحزن بي مبلغه وخاصة بعد أن وقف النبي الكريم على حوض الكوثر وحوله صحبه الكرام والنبي يسقيهم بيده الشريفة فلا يشعرون بظمأ بعدها أبداً.. وتذكرت ظمئي ساعتها وقلت كيف سيعرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يسقيني من يده الكريمة وفجأة وجدت أعضاء الوضوء مني تضيء وتشرق عندئذ أشرق وجهي نعم إن النبي سيعرفنى من أعضاء الوضوء التي أضاءت ألم يسئل عن ذلك فى الدنيا فأجاب أننا سنكون غراً محجلين من أثر الوضوء عندئذ تقدمت ناحية الحوض .. ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل والشوق يقتلني وها أنا أرى أبو بكر يمد له النبي صلى الله عليه وسلم يده الكريمة ليشرب ثم جاء عمر وعلي وباقي الصحابة الكرام ثم تقدمت ولا أستطيع أن أصف حالتي الآن فوجه النبى الآن أمامي.. ثم مد يده ليسقيني..
يا إلهى العظيم من الذى يسقيني؟ رسول الله؟؟؟؟
من أنا حتى يسقيني أشرف الخلق وأكرمهم.. ومن أنا حتى أقف بين هذه الوجوه الكريمة لكنها رحمة ربي وإرادته... وشربت من الحوض.. حوض الكوثر.. تسألني عن طعم هذه الشربة فلن أستطيع
أن أصف لك أبداً.. لكني سأتركك حتى تشربها أنت بنفسك إن شاء الله ثم سمعنا صوت الحق جل وعلا ينادي أين المتحابين في؟
أين المتزاورين في؟
« اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي »
وصم يوماً
صم يوماً فى سبيل الله تحسباً لطول الموقف العظيم كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « صم يوماً شديد الحر ليوم النشور وصلي ركعتين فى جوف الليل لظلمة القبور »
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
بحبكم في الله
إلى المشتاقين فقط..
إلى الظمأى وحدهم..
إلى الذين كلما ذكر اسمه (صلى الله عليه وسلم)... ذابت قلوبهم تحرقاً لرؤيته...
وضجت عيونهم أملاً فى مشاهدته... إلى هؤلاء جميعاً نقول لهم:
مرحباً بكم حيث حوض نبيكم صلى الله عليه وسلم.
أذكر أناساً كانوا يسخرون ممن يقول ذلك ويؤمن به.. ترى كيف حالهم الآن وهم يعودون إلى ربهم.. كيف حالهم الآن وهم يساقون إلى الحساب ..
ماذا سيكون ردهم.. أين عنادهم واستكبارهم.. وقد مضت الدنيا وانقضت وهاقد أقبل الخلق كل الخلق على ربهم كلهم يرجو رحمته..
كلهم يخشى عذابه.. ساعتها تذكرت الآيه الكريمة { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55]
اتخيل انا
وهاهو موعد الله يتحقق.. خرجت من القبر ونظرت حولي.. ماهذا!
أين المباني الشاهقة.. والعمارات السامقة.. أين القصور والسيارات الفارهة.. لايوجد شيء من هذا على الإطلاق وإنما أرض غير الأرض وسماء غير السماء وصدق الله العظيم:
{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [إبراهيم: 482] يوم بخمسين ألف سنة:
اجتمع الناس كل الناس.. بل الخلق كل الخلق... حتى الجن والطير والحيوان.. الكل فى نفس المكان مجموع.. مسئؤول.. وبرغم الزحام الشديد لا أحد يتحدث مع أحد لا أحد ينظر إلى أحد.. الكل حفاة.. عراة.. وتذكرت حديث عائشة رضى الله عنها لرسوله صلى الله عليه وسلم حينما قال: « يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ». قالت كيف بالرجال والنساء يا رسول الله وكان جوابه
« الكل مشغول بنفسه »... وصدق رسولنا الكل مشغول بنفسه... الكل مهموم بحاله لا أب يهتم بولده ولا ولد يحنو على أمه.. ولا أم ترأف بولدها.
وإنما { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 34-37]
كل امرىء لا يرى إلا عمله ولا يسمع إلا صوت الحق ينادى:
{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } [غافر: 17]
عندئذ نظرت فى الوجوه فإذا بي أميز أهل الحق وأهل الباطل.
رأيت فرعون.. وهامان.. وقارون.. ورأيت أبا جهل.. والوليد بن المغيره رأيت كل ظالم متكبر جبار.. وجوههم مسودة.. نفوسهم ذليلة.. وعيوناً تبكي دماً لا دموعاً.. ولكن هيهات قد فات ما فات.
وبرغم أنهم كانوا أصحاباً وإخلاء فى الدنيا إلا أني رأيت بينهم عداوة شديدة.. وبغضاً أشد وصدق الله العظيم { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف: 67]
وهاهم المتقون
أراهم .. وجوهاً مضيئة .. قلوباً مطمئنة.. عليهم السرور بادياً.. بينهم الود ظاهراً واضحاً.. وجوه يومئذ ناضرة ضاحكة مستبشرة برحمة ربها.. وجنة ربها ومصاحبة نبيها صلى الله عليه وسلم.
لقاء الحبيب:
ظل الناس فى حالهم هذا.. ما بين خوف.. ورجاء.. وتضرع.. ودعاء..
الحر يشويهم.. والظمأ يقتلهم.. لا يدرون إلى أين يذهبون.. ولا ماذا يفعلون.. غايه آمالهم أن يصرفوا من هذا المكان.. وماهم بمصرفين
إلا أن يأذن رب العزة جل وعلا.. ثم فجأة تصايح الناس نعم إنه هو...
لا ينقذنا إلا هو .. محمد
وتنادي الناس جميعاً أين رسول الله؟
أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ثم كان الأمل وكان الرجاء.. هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى من بعيد...
وأنا لا أصدق عيني.. أنا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم... ولم أتمالك نفسي إلا وأنا أصرخ.. يا حبيبى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ما هذا الضياء وهذا النور وتلك الرحمة التي بين يديك... ما هذه السكينة التي تسبقك.. رسول الله أراه الآن كم تمنيت ذلك وكم ذاب قلبي وأنا في الدنيا لرؤيتك كنت كلما أقوم بعمل سنة من سنتك وتنفيذ أمر من أوامرك أمني نفسي بأنها ستكون زخراً لي وستنفعني في يوم كهذا.
ومن هؤلاء الذين حولك كالنجوم وأنت كالقمر... إنهم الصحابة الكرام هاهو ذا أبو بكر.. وعمر.. وعثمان.. وعلى.. وطلحة.. والزبير.. وزيد.. و.. و... ما هذا النور الذي يخرج من ثناياهم.. لم أطق صبراً فأسرعت نحوه صلى الله عليه وسلم وفجأه توقفت... كيف سيعرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم...
إنه لم يراني أبداً إن هؤلاء الكرام صحابته وهو يعرفهم .. أما أنا فلم يرني النبى صلى الله عليه وسلم من قبل واحتار عقلي وبلغ الحزن بي مبلغه وخاصة بعد أن وقف النبي الكريم على حوض الكوثر وحوله صحبه الكرام والنبي يسقيهم بيده الشريفة فلا يشعرون بظمأ بعدها أبداً.. وتذكرت ظمئي ساعتها وقلت كيف سيعرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يسقيني من يده الكريمة وفجأة وجدت أعضاء الوضوء مني تضيء وتشرق عندئذ أشرق وجهي نعم إن النبي سيعرفنى من أعضاء الوضوء التي أضاءت ألم يسئل عن ذلك فى الدنيا فأجاب أننا سنكون غراً محجلين من أثر الوضوء عندئذ تقدمت ناحية الحوض .. ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل والشوق يقتلني وها أنا أرى أبو بكر يمد له النبي صلى الله عليه وسلم يده الكريمة ليشرب ثم جاء عمر وعلي وباقي الصحابة الكرام ثم تقدمت ولا أستطيع أن أصف حالتي الآن فوجه النبى الآن أمامي.. ثم مد يده ليسقيني..
يا إلهى العظيم من الذى يسقيني؟ رسول الله؟؟؟؟
من أنا حتى يسقيني أشرف الخلق وأكرمهم.. ومن أنا حتى أقف بين هذه الوجوه الكريمة لكنها رحمة ربي وإرادته... وشربت من الحوض.. حوض الكوثر.. تسألني عن طعم هذه الشربة فلن أستطيع
أن أصف لك أبداً.. لكني سأتركك حتى تشربها أنت بنفسك إن شاء الله ثم سمعنا صوت الحق جل وعلا ينادي أين المتحابين في؟
أين المتزاورين في؟
« اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي »
وصم يوماً
صم يوماً فى سبيل الله تحسباً لطول الموقف العظيم كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « صم يوماً شديد الحر ليوم النشور وصلي ركعتين فى جوف الليل لظلمة القبور »
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
بحبكم في الله